المعلم وعيد العمال

المعلم وعيد العمال




يحتفل العالم في الأول من أيار في كل عام بعيد العمال ويكثر المتحدثون عن حقوق العمال وانجازات العمال وفعلا انجازاتهم كثيرة وليس كثيرة فقط بل جميع الانجازات الوطنية في كل بلد هي على أكتاف الأيدي العامله ونقصد هنا بالأيدي العامله المفهوم الواسع لمعنى كلمة عامل وتعريفها هو كل من يقوم بعمل ولكن يتبادر لذهننا احيان كثيرة عندما نتحدث عن العمال تلك الفئة العامله بالمهن الانشائية والزراعيه وما في في معانيها وهؤلاء لهم الفضل الكبير في إنجاز البنى التحتية وديمومتها .
إن العامل له علينا كل الاحترام والتقدير وله علينا حق الوفاء من مواطن عادي ورب عمل وأهم شئ مطلوب من رب العمل الوفاء بالحقوق العماليه لمستخدميه وخصوصا الالتزام بإعطائه أجره كاملا غير منقوص وأن يكون هذا الأجر يتناسب وعطاء العمل يكفل له حياة كريمة مصونة تجعله أكثر حرصا على عمله محبا له ولصاحب العمل وجنبا لجنب مع الحقوق المادية نطالب أرباب العمل توفير حقوق معنويه لعمالهم فضلا لحقوقهم المكتسبة ومن حق العمل على سيد العمل مبادلته الاحترام والتقدير وتوفير كل الظروف الممكنة للراحة النفسية التي تعين هذا المسكين على القيام بواجبه ولكن للأسف الشديد في ارض الواقع نجد أصحاب العمل حريصون كل الحرص على تعريف العمل بواجباتهم ومطالبتهم بتاديتها كاملة غير منقوصة غاضين النظر عن حقوق العمل ويعتبرون العامل الذي يذكر زملائه بأن لهم حقوقا عاملا عاقا محرضا على الفوضى وإن اشتكى فسينصبون له الشباك لكي تكون سببا لفصله من عمله والاستغناء عنه مما يجعل هذا المسكين لا يفكر الا كيف يحافظ على لقمة عيشه
وبالنظر للعمل بفهومه العام واعتبار كل من يقوم بعمل هو عامل فإن اكبر فئة من عمال الاردن متعاطفة مع غيرهم من عمال الأردن هي فئة المعلمين هؤلاء الفئة العمله والتي تقوم بأسمى عمل من تربية وتعليم وغرس روح الانتماء بعمال المستقبل من عمال عاديين ومهندسين وأطباء ورجال أمن كل واحد منهم سيحتل مكانا مستقبليا في بناء أردن االغد وهؤلاء المعلمين أكثر تعاطفا مع غيرهم لأنهم يعانون مثلهم فعطائهم كبير ولكن مكافئتهم بأقل القليل لا بل يتلقون من المكافئات السلبية من تقليل من شأنهم الشئ الكثير ومما يعنيه المعلم على سبيل المثال لا الحصر :
1 – في كل تعليمات وزارة التربية ومديريات التربية لا تذكر أبدا أي حق للمعلم وبالمقابل فهي دائما وأبدا تعرّف المعلم بواجباته ومنها الطاعة العمياء بتنفيذ ما يصدر اليه من تعليمات وتكليفات فوق واجبات عمله وما عليه الا الاقتناع بكل ما يوكل اليه من واجبات .
2- في كل اجتماعات مدراء المدارس مع المعلمين لا يهمهم ولا يقلقهم الا الاستمرار بتكليف المعلم بمزيد من الواجبات وعندما يحاول احد المعلمين السؤال عن حقوقه لا يتردد الكثير منهم الا الرد بأن لا حقوق له والمدير الانساني يعترف بقوله هذا واقع وزارة التربية وأنا مثلك لا حول لي ولا قوة .
3- المعلم محروم حتى من حقه بمناقشة حقوقه ولو حاول ذلك يعتبرونه مخالف ويستحق المسائلة وهذه حقيقة واقعية .
4- كل شخص يراجع المدارس او مديرية التربية سيجد كل ديموقراطية في النقاش الا شخص وحيد لا حق له بذلك وهو المعلم الذي يحمل الطباشير .
5- أي شكوى تقدم بحق المعلم الجميع من أصحاب العلاقة يعتبر الحكم منهتي المعلم مدان وعليه اثبات العكس ولو استطاع ذلك فإنه لم ولن يستطيع المطالبة برد الاعتبار فسيجدون كل المبررات لذلك ولو تم تشكيل لجنة تحقيق فمن الصعب على المعلم النجاة ولكن ليس مستحيل .
6- كل المذنبين في حالة الذنب الحقيقي يجدين أسبابا مخففة للعقوبات الا المعلمين يتم البحث عن الاسباب الموجبة للعقوبة وهذه سهلة جدا .
7- كل الدوائر وعلى غالبها تدافع عن موظفيها ضمن القوانين والانظمة ولا تدين موظفها الا بعد ثبوت خطئه فعلا وهذا الاصل وفي مثل هذه الحاله تحاول تلك الدائرة حل الموضوع بالتفاهم وخصوصا إن كان بسيطا ولا يتم التشهير به أمام العالم الا المعلم .
8- إن المعلم في يوم عيده يمر هذا اليوم ولا يعلم به من المعلمين الا القليل جدا ولا أحد ينتبه إن هذا اليوم عيد للمعلم وأول من يتجاهله وزارة التربية والتعليم .
9- لهذه الاسباب ولغيرها الكثير جدا واسباب لا حصر لها وايضا لأخلاقيات المعلم الاردني وريث الانبياء سيبقى عونا لبلده ومتعاطفا مع عمال الاردن الابطال وسيبقى معلمنا الاردني صانعا للأبطال مثالا للأنسان المعطاء وبنفس الوقت آن الأوان لوجود نقابة للمعلم الردني ترعى حقوقه وتكون رديفا لوزارة التربية والتعليم لكي تكون قراراتها واقعيه تتناسب وواقع المدارس وواقع التعليم ليعود التعليم في بلدنا كما كان وكما سيكون بإذن الله أنموذجا يسعى لمثله الآخرون ويا ليت وزارتنا تنفذ الرؤى الملكية للتعليم لا ان تقوم بتفسيرها تفسيرا مخالفا لما هي عليه .